اليوم يحتفل الصحفيون المصريون باليوم العالمي لحرية الصحافة بعد أن شهدوا تطورا خطيرا في مستوى القمع حيث وثقت حملة أوقفوا الاختفاء القسري تعرض صحفيين مصريين للاختفاء القسري لفترات متباينة ثم ظهورهم على ذمة قضايا مازالوا على إثرها قيد الحبس الاحتياطي. يأتي هذا التصعيد بينما وضع الصحافة والاعلام متردي عامة في مصر وحرية الصحافة والاعلام تتعرض للكثير من الانتهاكات. فطبقا للتقرير الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود حول مؤشر حرية الصحافة لعام 2018 الذي يقيس أوضاع الصحافة في 180 بلدا حول العالم، احتلت مصر المركز 161. وطالت هذه الانتهاكات ضد حرية الرأي والتعبير الانترنت بشكل غير مسبوق في 2017 بحجب نحو 500 موقع منها الاخباري والحقوقي. بل وصل الأمر إلى اخفاء بعض الصحفيين قسريا.
إن الدستور المصري الصادر في عام 2014 ينص في مواده 70، 71، 72 على ضمان حرية الصحافة ومنع الحبس في قضايا النشر وحماية حقوق الصحفيين. إلا أن هذه النصوص يتم اهدارها باسم الحفاظ على الأمن الوطني ومكافحة الارهاب والتصدي لنشر الاخبار الكاذبة وهي التهم التي عادة ما توجه للصحفيين بعد ظهورهم أمام نيابات أمن الدولة أو النيابات العسكرية.
وثقت حملة أوقفوا الاختفاء القسري منذ سبتمبر 2017 وحتى أبريل 2018 حالات السبع صحفيين أدناه حيث تعرضوا لجريمة الاختفاء القسري وبعضهم قال إنه تعرض للتعذيب في فترة اختفائهم على أيدي الاجهزة الأمنية.
- احمد حموده محمد السخاوي. “احمد السخاوى”، كان يعمل مصورا صحفيا في عدد من المواقع والصحف المصرية.
يوم الأحد 25 سبتمبر 2017 تم اقتحام شقته بمنطقة وسط البلد بالقاهرة بواسطة قوة أمنية من قسم عابدين وتم سرقة كل محتويات الشقة حسب زعمه حيث أصبح منذ ذلك الحين مجهول المصير رغم سؤال ذويه ومحاميه عنه لدى السلطات إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة في 22 أكتوبر 2017 – بعد اختفاء دام 27 يوم – على ذمة القضية رقم 977 لسنة 2017 بتهم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين ونشر أخبار كاذبة وهو الآن رهن الحبس الاحتياطي بسجن العقرب.
- حسام احمد عبد المنعم محمد الوكيل. “حسام الوكيل”، كان يعمل صحفيا بجريدة الدستور.
في يوم 30 ديسمبر 2017 في الساعة الثانية بعد منتصف الليل تم اقتحام منزله بالإسكندرية والقبض عليه وقامت الاسرة والمحامين بالبحث عنه في جميع الأقسام والنيابات في الإسكندرية ولم يستدلوا على مكانه إلى أن ظهر في نيابة مينا البصل بالإسكندرية في 8 أبريل 2018 – بعد اختفاء دام 99 يوم – على ذمة القضية رقم 381 لسنة 2018 بتهم الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون وتكدير السلم العام وهو الآن رهن الحبس الاحتياطي.
- حسن البنا مبارك، كان يعمل ديسك بجورنال الشروق.
في يوم الأحد 4 فبراير 2018 انقطع اتصال حسن البنا وصديقه مصطفى الأعصر عن ذويهما. وفقاً لأسرة حسن فإن آخر تواصل معه كان في تمام 11.20 صباحاً، وقد قامت الأسرة بالسؤال عنه بأقسام شرطة فيصل محل سكنهم والدقي محل عملهم إلا أنها جميعا أنكرت وجودهم لديها. فيما قامت باتخاذ الإجراءات الرسمية اللازمة وعمل تلغرافات للنائب العام والمحامي العام لنيابات الجيزة وزارة الداخلية وإدارة التفتيش بوزارة الداخلية كما قامت بعمل شكوى لدى المجلس القومي لحقوق الإنسان ولم يستدلوا على مكانه إلى أن ظهر فى نيابة أمن الدولة في 15 فبراير 2018 على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 بتهم نشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون وهو الآن رهن الحبس الاحتياطي بسجن طرة.
- مصطفى الأعصر، كان يعمل صحفيا بموقع “الترا صوت”
في يوم الأحد 4 فبراير 2018 انقطع اتصال مصطفى الأعصر وصديقه حسن البنا عن ذويهم. وفقاً أسرة حسن فإن اخر تواصل معهم كان في تمام 11.20 صباحاً، وقد قامت الأسرة بالسؤال عنهم بأقسام شرطة فيصل محل سكنهم والدقي محل عملهم إلا أنها جميعا أنكرت وجودهم لديها. فيما قامت باتخاذ الإجراءات الرسمية اللازمة وعمل تلغرافات للنائب العام والمحامي العام لنيابات الجيزة وزارة الداخلية و إدارة التفتيش بوزارة الداخلية كما قامت بعمل شكوى لدى المجلس القومي لحقوق الإنسان، ولم يستدلوا على مكانه إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة في 15 فبراير 2018 على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 بتهم نشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون وهو الآن رهن الحبس الاحتياطي بسجن طرة.
- المعتز محمد شمس الدين “معتز ودنان”، كان يعمل صحفي بموقع “هافينجتون بوست”
في يوم 16 فبراير 2018 ألقى القبض عليه من سيارة على الطريق الدائري بعد لقاء صحفي أجراه مع المستشار هشام جنينة. تقدمت الاسرة بعدد من الشكاوى والبلاغات لدى النائب العام ووزارة الداخلية ونقابة الصحفيين ولم يستدلوا على مكانه إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة في 21 فبراير 2018 – بعد اختفاء دام ل 6 أيام – على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 بتهم نشر أخبار من شأنها الإضرار بالأمن القومي، والانضمام لجماعة محظورة. وهو الآن رهن الحبس الاحتياطي بسجن طره.
- مجدي خالد محمد محمد “وجدي خالد”، مصور صحي
تم القبض عليه من منزل والده بالمنصورية مساء الجمعة 9 مارس بواسطة عدد من الاشخاص بلبس مدني بعدما تم طرق الباب بشكل عنيف ولم يخبروا عن هويتهم أو يظهروا أي إذن من اية نيابة للقبض عليه وتم اقتياده لمكان غير معلوم تم عمل تلغراف من شقيقه إلى النائب العام ووصلت للعائلة معلومة باحتجازه معسكر الكيلو 10 ونصف وعرضه على نيابة حوادث شمال الجيزة وتبين عدم صحتها إلى أن وصلوا إلى معلومة غير رسمية باحتجازه هو وعدد معه تم القبض عليهم بمقر جهاز الأمن الوطني إلى أن ظهر في نيابة مركز امبابة بمجمع محاكم شمال الجيزة في 5 أبريل 2018 – بعد اختفاء دام 25 يوم – على ذمة القضية رقم 178 لسنة 2018 امن الدولة طوارئ بتهم الانضمام الى جماعة الإخوان و الترويج لأفكار جماعة الإخوان ومازال رهن الحبس الاحتياطي.
- محمد إبراهيم محمد رضوان ” محمد اكسجين”، صحفي حر وصاحب مدونة وقناة أكسجين مصر
تم القبض عليه الساعة الثالثة صباح يوم الجمعة الموافق 6 ابريل 2018 من شقته بالمعادي والتي كان يقيم بها في هذا الوقت دون معرفة هوية القائمين بالقبض عليه لكونه مقيم بمفرده في الشقة ولم يكن معه أحد وقت القبض عليه، ولكن رأته إحدى جيرانه العاملة معه بنفس المجال والتي أبلغت أصدقاءه وبدورهم أخبروا أهله. وجاء القبض عليه بعد عقده لقاء صحفي مع السفير معصوم مرزوق بأقل من 28 ساعة. قام ذويه بالسؤال عنه بقسم المعادي وقسم السيدة زينب وقسم قصر النيل بعد ورود معلومة غير رسمية بوجوده هناك، ولكنهم أنكروا في كل الأقسام معرفتهم بمصيره أو مكانه. قام ذويه بعمل تلغرافات للنائب العام ووزير الداخلية ووزير العدل وايضا عمل شكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة في 15 أبريل 2018 – بعد اختفاء دام ل 8 ايام – على ذمة القضية رقم 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة بتهم الانضمام لجماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون ونشر واذاعة اخبار كاذبه واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأفكار تدعو لارتكاب أعمال ارهابية وهو الآن رهن الحبس الاحتياطي.
هؤلاء وغيرهم من الصحفيين تعرضوا للاختفاء القسري ومازالوا يدفعون ثمن تحقيق حرية الصحافة في مصر. وعلى الرغم من هذا الوضع البائس لحرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة، ما زال المجتمع الدولي ينصف ويساند الصحافة الحرة حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) منح المصور الصحفي المصري المحبوس منذ اغسطس 2013 محمود أبو زيد، المعروف باسم “شوكان”، جائزة اليونسكو الدولية لحرية الصحافة لعام 2018.
وبناء على ما سبق تطالب حملة اوقفوا الاختفاء القسري:
- أطلاق سراح الصحفيين المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا الرأي والتي جاءت بعد تعرضهم للاختفاء القسري.
- التحقيق مع المسئولين عن اختفاء الصحفيين وفي مزاعم تعرضهم للتعذيب أثناء اختفاءهم ومحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم.
- إجلاء مصير المختفين قسريا لتمكين ذويهم من معرفة مصيرهم ومحاسبة المسؤولين عن مرتكبي الجريمة.
- انضمام مصر للاتفاقية الدولية لحماية جميع الاشخاص من الاختفاء القسري.
- تضمين تشريعات في القانون المصري تجرم الاختفاء القسري بشكل واضح.