في السادس من سبتمبر عام ٢٠١٤ انطلقت رحلة لمھاجرین ولاجئين عبر سواحل دمياط قاصدين الوصول إلى السواحل الإيطالية. وبعد أربعة أيام من الإبحار تعرضت مركبتهم لحادث إغراق متعمد وصفتها المنظمة الدولية للهجرة ” بأكبر عملية إغراق خلال الأعوام الماضية”، واعتبرتها “عملية قتل جماعي في جريمة نفذها مجرمون لا يحترمون حياة البشر.” كانت الرحلة تضم في غالبيتها لاجئين فلسطينيين وسوريين بالإضافة إلى مصريين أغلبهم من الأطفال مع عدد قليل من السودانیین ومهاجرين من جزر القمر وتقدر أعداد المهاجرين واللاجئين بهذه الرحلة بحوالي ٤٠٠ شخص، نجا منهم ١١ شخص فقط ولم يعرف مصير الباقين حتى اللحظة.
وقد بذل ذوو اللاجئين والمھاجرین جھودا كبيرة لمعرفة مصیر المفقودين، وقام ذوو المفقودين الفلسطينیین بتنفيذ عدة وقفات أمام مقر الأونروا بغزة للمطالبة بكشف مصیر ذویھم، وسلمت لجنة المفقودين السید بان كي مون رسالة خطیة في أكتوبر ٢٠١٤ أثناء زیارته لغزة تطالبه بالعمل على كشف مصیر ذویھم، وحرر ذوي المفقودين المصریین عدة بلاغات من أجل اضطلاع الشرطة بمهمتها في البحث عن فلذات أكبادهم، وقاموا بتنفيذ عدة وقفات أمام مكتب النائب العام كي یساعدھم في الكشف عن مصیر ذویھم.
لكن ھذه الجھود لم تسفر عن أية نتائج إيجابية ولم تجر أي تحقيقات جدیة لمحاسبة المتورطين، فلجأ ذوي المفقودين المصریین للمفوضية المصریة للحقوق والحریات من أجل تقديم المساعدة في العمل على كشف مصیر مفقودي رحلة ٦ سبتمبر.
فقامت المفوضية بعقد عدة جلسات استماع لھم وتواصلت مع لجنة المفقودين بغزة من أجل جمع الاستدلالات وإعداد ھذا التقرير لتقصي الحقائق حول الحادث.
وتضمن التقرير قوائم المفقودين الذين تمكنا من الوصول لھم بالإضافة إلى قائمة بالمتورطين في ھذه الجريمة والمراكب ذات الصلة بھا، وقد بلغ عدد الذين توصلت لھم المفوضية من المفقودين ٢٩٢ مفقود بینھم ١٣٤ من فلسطين و٨ سوريين و ٦٦ مصري أغلبهم أطفال وعشرة من السودان و ٣٤ لم نتوصل لتحديد جنسياتهم، وكان إجمالي عدد الأطفال ١١١ و إجمالي عدد النساء ٢٠ امرأة.
للاطلاع على التقرير